المنهج النفسي في النقد الأدبي

 

المنهج النفسي في النقد الأدبي

 

المنهج النفسي في النقد الأدبي

 

يعرف المنهج النفسي بأنه منهج يقوم على دراسة الأعمال الأدبية لمعرفة الأنماط والنماذج النفسية الموجودة فيها ، والربط بين الشخصيات الموجودة في الأعمال الأدبية وبين شخصية الأديب ، فقد يقوم الأديب بإسقاط شخصيته على شخصية من شخصيات قصته أو ورايته .
 

ويعود المنهج النفسي بتاريخه إلى العهود القديمة ، حيث نجد أن أفلاطون قد تحدث عن هذا المنهج ، فقد وجد أن العواطف تأثر على الإنسان بشكل كبير ، ولأن الشعر يحرك عواطف الإنسان فقام بطرد الشعراء من مدينته الفاضلة .
أما في حال عدنا إلى عصر ازدهار الثقافة العربية  فسنجد أن للعرب قد تحدثوا بشكل كبير عن هذا المنهج وأول من تحدث هو ابن قتيبة ، ولقد كان ذا خبرة بأحوال النفس فحدد الوقت المناسب لقول الشعر ، حيث وجد أن معظم الشعراء ينظمون شعرهم في أول الليل ، الخلوة ، المسير ، صدر النهار ، وفي الأمراض والعلل .

 

ولم يكن ابن قتيبة الوحيد في هذا المجال فهذا القاضي الجرجاني فقام بتحليل الملكة الشعرية ، وقال بأن الشعر يدل على نفسية وطباع الشاعر ، فمن كان شعره سلسا وسهلا فإن نفسه سمحة ، ومن كان شعره فظا فأن شخصيته فظة ، ومن كان شعره رقيقا فهذا يدل على رقة مشاعره .
 

وإذا سرنا في النقد العربي فسنجد أن ابن طباطبا قد تحدث عن المنهج النفسي ، ويقول بأن القارئ إن ارتاح إلى النص فهذا يعني أن نفسية كاتبه مريحة .
وعلى الرغم من عدم وجود منهج واضح في الأدب العربي إلا أن النقاد العرب تحدثوا عن المنهج النفسي في أماكن متفرقة من كتبهم .

 

المنهج النفسي

 

أما المنهج النفسي عند الغرب فلم يظهر إلا في القرن التاسع عشر  مع ظهور علم النفس وظهور رائده سيغموند فرويد ، حيث قال فرويد أن العمل الأدبي له هدف وغاية سعى الأديب لإيصالها من خلاله ، فقد يعبر الأديب في أدبه عن رغبات مكبوتة لا يستطيع إشباعها في الواقع ، فيقوم بإسقاطها على شخصيات عمله ، لذلك رأى فرويد أن دراسة شخصية القصة ستدل على حالة الكاتب الشخصية ورغباته المكبوتة ، ويرى فرويد أن مرحلة الطفولة تلعب دورا في حياة الأديب ، فإن عانى من رغبات مكبوتة فإنها ستظهر بشكل جلي في أدبه .
ووافق يونغ تلميذ فرويد أستاذه في بعض الجوانب لكنه رفض مغالاته في حصره الإبداع الفني تحت إطار العقد النفسية .
أما أدلر فخالف فرويد في أفكاره وقال بأن التعلق بالحركة لإثبات الذات هي  الدافع الأساسي والمحرك الرئيسي للإبداع في النفس البشرية  .
وفي العالم العربي قام مصطفى سويس بتأسيس مدرسة أطلق عليها اسم مدرسة علم نفس الإبداع ، وقام شاكر عبد الحميد  بتأليف كتاب أطلق عليه : الأسس الفنية للإبداع الفني في المسرح .
وبعد أن قمنا في جولة تاريخية على المنهج النفسي ، وأبرز أعلامه فإننا سنتحدث  فيما يلي على المآخذ والعيوب عليه .

 

 

عيوب المنهج النفسي 
يعامل المنهج النفسي الأدب الجيد بنفس معاملة الأدب الرديء ، وذلك بسبب نظرته للأدب على أنه وثيقة نفسية فقط لا غير ، تعبر عن رغبات الشاعر أو الكاتب المكبوتة .
يعتمد المنهج على الفرضيات والكشوفات التي يقوم باكتشافها علم النفس ، دون الأخذ بعين الاعتبار أن هذه النظريات قد تكون خاطئة أو لا يمكن تطبيقها على الأديب  .
من خلال المنهج النفسي يظهر الأدب وكأنه تعبير عن الحالات الشاذة والرغبات المكبوتة وهذا الأمر غير صحيح .

 

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم لمحة تاريخية عن المنهج النفسي في النقد الأدبي ، وقدمنا لكم المعلومات الكافية والوافية عنه ، هكذا نرى وعلى الرغم من عيوبه إلا أن المنهج الأدبي يبقى من أهم المنهاج في النقد الأدبي .

Stay in contact with us ... We serve you